طريقة معرفة عُمر المادة بالكربون تم اكتشافها في الأربعينات وتستخدم هذه الطريقة في تقدير عمر الحفريات .. التأريخ بالكربون بيعتمد في قياسه على وجود مادة عضوية، المادة العضوية ممكن أن تكون عظام مومياء، أو خشب، أو بقايا أطعمة، ولذلك فإن القياس بالكربون لا يحدث على الصخر نفسه، لكن يحدث على أقرب مادة عضوية حوله
في التسعينات عثر مارك لينر مع بعثته على مواد عضوية في أحد الصفوف في الهرم الثالث بالجيزة ..اعتقد انها ستكون فرصة جيدة لمعرفة عمر الهرم بالضبط، فقد كانت المادة بين الأحجار ، فاعتقد انها بذلك قد وجدت أثناء بناء الهرم .. فإذا به تعطيه نتيجة 1500 قبل الميلاد .. أي بعد التاريخ الرسمي لبناء الهرم الأصغر بـ 900 عام
حينما تم قياس أخشاب مراكب الشمس بواسطة بالكربون، أعطت نتيجة في حدود 2700 قبل الميلاد ..وقد اعتبروا هذا تأكيدا على عمر الهرم، فقد اعتبرت مراكب الشمس وسيلة رمزية مستخدمة في رحلة الملك للعالم الآخر، لكن هناك شيئا يدعو للاستغراب في المركبة الأكبر التي تخص هرم خوفو، أنه قد عُثر عليه مفككه، وقد قام شيخ المرممين الأستاذ أحمد يوسف بتجميعها وتركيبها ..
إذا كانت تلك السفن مهمة لرحلة الملك للعالم الآخر، فلماذا وضعت مفككة ؟! لا شك أنها كانت لحظه غير سارة للملك المتوفى إذ يستيقظ من موته فيجد نفسه مضطرا لأن يقوم بعملية تجميع وتربيط السفينة بنفسه.
تلك السفينة ربما وضعت لاحقا وليس لوجودها أي علاقة بوظيفة الهرم أو الصعود إلى الشمس أو غيره، فقد وضعت مفككة ..وربط تاريخها بتاريخ الهرم لن يعطي نتائج مضمونة ..
في ديسمبر 2020 .. بينما الآثرية المصرية عبير العداني تقوم بعملها المعتاد في قسم الآثار الأسيوية في جامعة أبردين الاسكتلندية، رأت صندوقا أسودا عليه هلالا ونجمة .. فخطر في بالها أن ذلك هو علم مصر منذ 100 عام .. وربما احتوى الصندوق على آثار مصرية .. ففتحت الصندوق لتجد قطعة خشبية مجزأة..بمقارنة رقم القطعة بسجلات المتحف .. وجدت أنها مُسجلة كمسطرة خشبية عُثر عليها في فتحات غرفة الملكة في الهرم الأكبر القرن الـ 19 بواسطة أثري انجليزي يُدعى ديكسون ..لكن المفاجأة حدثت عند عملية تأريخ تلك الأخشاب بالكربون المشع وجدوا أنها تعود إلى 3341 - 3094 قبل الميلاد، أي قبل التاريخ الرسمي للهرم الأكبر بـ 500 إلى 800 عام، وقد تجاهل أثريو الأهرامات تلك النتيجة تماما .. واعتبروا أن البناة ربما استعملوا خشبا من شجرة قديمة في الممرات ..
وهنا تأتي الأسئلة مرة أخرى حول حقيقة عُمر الأهرامات .. هل استعمل البناة شجرة أرز بعد قطعها بـ 500 سنة مثلا ؟ أم هل الأهرامات أقدم من عمرها المعروف رسميا ؟
إذا كنتيجة لما سبق .. امامنا 3 قياسات حدثت على مواد عضوية .. اعطت ثلاث نتائج مختلفة يفصل بينهم 2000 عام، وهو ما يُضعف من الاعتماد على الكربون .. إلا في حالات معنية، كأن تكون مادة عضوية مثلا ملتصقة بقلب الحجر ..وهو شيء لم يحدث حتى الآن
في المتحف النوبي بأسوان، يوجد بيضة نعامة ترجع لحضارة نقادة .. مرسوم عليها رسم يتطابق تماما مع أهرامات الجيزة والنيل ..بنفس الترتيب من الأكبر للأصغر، تلك البيضة ترجع إلى 4500 قبل الميلاد، اي قبل تاريخ الأهرامات الرسمي بـ 2000 سنة، إذا فإن أهرامات الجيزة أقدم من ذلك العمر، لا يعترف الأثريون بتلك البيضه ويعتبرون أن الرسم مجرد مصادفة
وما زال عُمر الأهرامات غامضا
المصادر:
1. كتاب - الأهرامات الكاملة - مارك لينر
2. موقع بي بي سي .. ومواقع اخبارية اخرى أبرزت خبر العثور على القطعة المفقودة