نقوش دندرة .. مصباح زجاجي أم نقش عقائدي ؟
في أحد أقبية معبد دندره نجد نقشا شهيرا، ينتصب رجل كبير الحجم حاملا بيده شيئا أشبه ما يكون بغطاء زجاجي داخله أفعى طويلة والشكل في مجمله يشبه مصباحًا كهربائيًا حديثًا، ويرى الآثاريون أن هذا النقش المدعوم بالنص المصاحب يشير لبعث النتر ( حورس سما تاوى ) الذي يخرج من المياه الازلية على هيئة ثعبان منبثق من زهرة اللوتس متصلا بعمود الجد لأوزيرالصورة تبدو محيرة بالفعل.. لأنها شديدة الشبه بأنبوب كروكس ..أنبوب كروكس هو من ابتكار الإنجليزي سير "ويليام كروكس.
وكان الهدف الرئيسي من ابتكاره هو دراسة الأشعة السالبة (الكاثود)، يتم إيصال أنبوب كروكس على مصدر طاقة عالي الفولت، فتخرج أشعة الكاثود والتي عُرفت فيما بعد بالـ (إليكترونات) وتسقط على الجسم المقابل وتخترقه راسمة ظله على آخر الأنبوب. استخدم علماء آخرون أنبوب كروكس في إجراء ابتكاراتهم مثل العالم المعروف "فلهلم رونتجن" والذي طور من أشعة الكاثود ووصل إلى أشعة اكس، التي استخدمها كل منا في يوم من الأيام لعمل أشعة على عظامه وجسده.
كنت على مسافة واحدة من الاحتمالين .. حتى وجدت صورة على الانترنت لنموذج مضيء لمصباح دندرة .. هذا النموذج موجود في مؤسسة باسم "يونج فراو بارك" وهي مؤسسة تثقيفية أنشأها "إريك فون دانكن" المعروف بولعه الشديد بالحضارات القديمة .. ويعرض في تلك المؤسسة ألغاز الحضارات ونماذج مقلدة من الآثار الشهيرة في العالم وأفلام وثائقية وتاريخية، وتقع في في مدينة انترلاكن في سويسرا ..
في القسم المصري هناك نموذجا لنقش دندرة بالفعل مقاما ومضيئا، وحوله أوعية كبيرة على اعتبار ان فيها مادة كيميائية تساعد في عملية التشغيل لكني لما اقتربت منها، وجدت الجهاز مفبركا .. أي أنها فقط مجموعة من اللمبات المتصلة بفيشة كهربية، ولا يوجد أي آلية مختلفة للعمل .. وبهذا فهي ليست نموذج يُعتد به
نموذج إريك فون دانكن .. لكن على الأقل عرفنا الحقيقة .. وحتى هذه اللحظة يبدو أن نقش دندرة هو نقش عقائدي لكن هذا لا يتعارض علي أن قدماء المصريين عرفوا الإنارة .