أين يمكن أن يجد الإنسان السعادة الحقيقية

 السعادة

السعادة والبحث عنها قضية شغلت الفلاسفة منذ القدم ، فما هو سر السعادة هل هو في البحث عنها داخليا ام خارجيا؟ام أنها تأتي حين لا نرهق أنفسنا في البحث عنها ؟ نشر موقع «بيزنس إنسايدر» تقريرا يعرض اراء أعظم 13 فيلسوف ومفكرا عبر التاريخ عن السعادة والسبيل إليها .

بوذا «لايوجد طريق لسعادة ، فالسعادة هي الطريق»

علي غرار الشعار المنتشر أن الرحلة هي الهدف ، فإن بوذا يؤكد ضرورة إيجاد الاشباع والاستمتاع في تجربة الحياة نفسها ، عوضا عن التركيز في جهة الوصول فا بنسبة الي بوذا ، نحن نصنع سعادتنا علي الطريق وليس بعد الوصول .

برتراند راسل «من بين كل انواع الحذر ، الحذر في الحب هو الخطأ الأكبر الذي يمنع الوصول للسعادة الحقيقية ».

برتراند راسل ، المحب للرياضيات والعلوم والمنطق ، يخلع عباءته ويخوض في نقاش جدلي كالسعادة يريد أن السعادة يمكن إيجادها في الاستسلام للشعور العميق بالحب ، ويبدو أن العلم المعاصر يؤيد رأيه .

فريدريك نيتشه ، « السعادة هي الشعور بأن قوتك تزداد» 

نيتشه العدمي ذو الشارب المميز يري ، أن السعادة تأتي من سلطة لدي الفرد علي من حوله ، الفيلسوف الألماني كتب كثيرا عن إرث السلطة أو انعدامها في الخبرات الحياتية للفرد ، فعندما يقاوم الناس ، يستعدون إدارتهم فيتولد الشعور بالذات يمكن أن يتحول الي سعادة .

سقراط « سر السعادة ليس في السعي للحصول علي المزيد ، إنما بتنمية قدراتك علي الاستمتاع با القليل »

سقراط هو أحد أعظم الفلاسفة القدماء ، ويعتقد أن السعادة لا تأتي من المكافآت الخارجية ، إنما تأتي من النجاح الداخلي الخاص با الفرد ، بتقليم احتياجاتنا يمكننا تعلم تقدير المبهجات البسيطة .

افلاطون ، « من يجعل كل ما يقوده للسعادة يعتمد عليه فقط ، ولا يعتمد علي الآخرين ، فقط تبني افضل منهجا للعيش سعيدا »

بالطبع هناك تشابه بين تعريف افلاطون للسعادة، وبين تعريف معلمه «سقراط» أما نسخة افلاطون فا تنبع من نضج شخصي ، اذا يستقي الإنسان شعوره با الرضا والإشباع من الإنجاز نفسه ، وليس بما تكسبه من تلك الإنجازات وقد يكون الإنجاز في الأمور البسيطة كقراءة عدد كتب أكثر من العام الماضي .

ارسطو ، « سعادتنا تعتمد علي أنفسنا »

وبالطبع قد يتشابه مفهوم ارسطو معي مفهوم استاذه افلاطون ، الا أن الفكرة ، تبلورت حول كون السعادة شيئا تغذيه نحن في أنفسنا ، فالسعادة ليست هبة من الآخرين أو بعبارة اخري هي شي تخلفه نحن لأنفسنا من داخلنا ونكون مسؤولين عن حمايته .

جون ستيوارت ميل ، « السعادة تكمن في الحد من رغباتي وليس في محاولة إشباعها كلها »

جون ستيوارت ميل أحد جبابرة الليبرالية فهو الذي نشر ترنيمة الحرية حيثما ذهب ، تبني ميل حكمة اليونان القدامي عن السعادة ، وأمن بالمنطق النفعي للوصول للشعور با السعادة أمن باستخدام الاشياء لغاية وما لم تكن له فائدة أو استخدام حقيقي قرر استئصاله من حياته .

كونفوشيوس ، « كلما تأمل الإنسان في الأفكار السعيدة صار عالمه افضل » 

تردد مفهوم كونفوشيوس عن السعادة علي مر العصور ، علي سبيل المثال تجده في كتاب « قوة التفكير الايجابي » وفي الدراسات الحديثة في العلاج النفسي السلوكي الذي يساعد الناس في إدراك الارتباط بين أفكارهم ومشاعرهم وسلوكهم يعتقد كونفوشيوس أن السعادة « نبؤة محققة لذاتها» تتجلي في حياتنا كلما اوجدنا الظروف المناسبة لتحقيقها .

سينيكا ، « أعظم النعم البشرية في أنفسنا وفي متناولنا ، الرجل الحكيم يسعد بما لديه ايا كان ولا يتمني من لا يملكه»

سينيكا المحبوب من عباقرة علم الفلسفة المعاصرة ، أمن بما يطلق عليه علم النفس اليوم « موقع مركز الضبط »  يكون مركز التوجيه لدي بعض الناس خارجيا فايشعرون أن القوي الخارجية هي ماترشدهم ، أما البعض يكون مركز توجيههم داخليا .

لو تسو ، « اذا كنت محبطا فا انت تعيش في الماضي ، اذا كنت متوترا فا انت تعيش في المستقبل ، أما إذا كنت تعيش في سلام فا انت تعيش في الحاضر ».

حقيقتا لا احد يعرف من هو لو تسو وترجمتها من الصينية رجل عجوز إلي أن حكمته في السعادة في عيش اللحظة تجاوزت حدود الزمان ، يعترف علماء النفس بفائدة حكمة لو تسو » تقترح بعض الأبحاث أن الناس يصلون الي أقصي السعادة عندما يندمجون في عيش حاضرهم ، سواء كانت محادثة ممتعة أو مهمة إبداعية أو علاقة جنسية .

سورين كيركغارد ، « الحياة ليست مشكلة تحتاج لحل إنما واقع نعيشه » 

كيركغارد الفيلسوف الهولندي الذي الهم البشرية في القرن التاسع عشر، أمن أن السعادة تأتي من الانغماس في عيش الحاضر والاستمتاع با الرحلة ، وبمجرد توقفنا عن تحويل الظروف التي حولنا الي مشاكل تحتاج لحل وإدراك خبرات نحتاج عيشها يمكننا حينها استقاء الرضا منها .

يقول ابن الجوزي الدنيا أعظم سحر من هاروت وماروت ، فهاروت وماروت يفقرقان بين المرء وزوجه أما الدنيا تفرق بين العبد وربه فإذا كثرت عليك الفتن فا تذكر أن  القرآن سيثبتك علي الحق وكذلك لنثبت به فؤادك واعلم أن القلب المطمئن خيرا من القلب السعيد لأن السعادة وقتيه " أما الطمأنينة دائمة حتي معي المصيبة ومن أعظم اسببها ذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب ، فلا تجعلو فهمكم للرزق يتوقف عند حدود المال والولد بل إن اجمل الأرزاق سكينة الروح ونور العقل وصحة الجسد ، وصفاء القلب وسلامة الفكر هذا اجمل من السعادة الوقتيه التي لا تدوم كثيرا واعلم أن لا راحة في الدنيا .


إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم