أين اختفت الومياوات الملكية ؟!
من الحجج الشائعة لتبرير عدم احتواء الأهرامات على أي مومياوات ملكية أنها جميعها نُهبت وسُرقت ..تلك حجة رائجة، لكنها للأسف حجة خاطئة.
إذ أن هناك حالتين عُثر فيهما على توابيت مغلقة تماما بالملاط ولم يسبق فتحهما ..لكن ما عُثر عليه داخل تلك الصناديق عند فتحها كان يدعوا للاستغرابا لحالة الأولى بدأت قصتها في منتصف مايو عام 1900 ..حين كان "اليساندرو بارازنتي" الإيطالي بمصلحة الآثار المصرية عائدا من رحلة للتنقيب قرب الجيزة .
فعثر على مجموعة من الشظايا والكتل الجرانيتية تغطي سطح الرمال في منطقة تُسمى زاوية العريان .. فبدأ في التنقيب في تلك المنطقة ليعثر على هرم مكون من مجموعة من المصاطب غير المكتمله يجاوره ممر شديد العمق في باطن الأرض، وفي قعره أرضية من المكعبات الحجرية والجرانيتية هائلة الحجم، مركبة وملتصقة ببعضها بعناية بالغة.
جزء من تلك الأرضية، عبارة عن تابوت فريد من الجرانيت الأحمر يزن أكثر من 50 طنا، ذي غطاء بيضاوي سميك، وقد كان محكم الغلق بالملاط حينما وصل إليه، ولما قام بفتحه مع العمال، فإنه لم يجد أي شيء على الإطلاق داخل التابوت! بخلاف مادة سوداء على جدران الصندوق من الداخل ..من المؤسف أن بارزانتي لم يأخذ عينة من تلك المادة لتحليلها.
أما الحالة الثانية فكانت مع الدكتور زكريا غنيم، في تنقيبه عام 1954 في سقارة داخل هرم نُسب للملك سخت خت..إذ بعد عامان من التنقيب عثر على غرفة الملك، استطاع الدخول إليها ..وكم كانت فرحته عارمة حين وجد تابوتا رائعا من الألابستر وقد اغلق بإحكام تام وبلا أي كسور أو محاولات سابقة لفتحه.
وحينما حانت لحظة فتح التابوت، عمل العمال بأقصى طاقتهم، لإزالة طبقة الملاط التي تلصق الغطاء الجانبي بدأت تلك الطبقة تسقط وبدأ الغطاء الثقيل يتحرك.. واستطاع 6 عمال القيام برفعه مسافة صغيرة جدا لكنها كافية لإظهار جزء من داخل التابوت ولشدة صدمته كان خاويا !!!
لقد كانت مفاجأة لكل من بارازنتي وزكريا غنيم بعد أن منوا أنفسهم بالعثور على الجثامين .. فإذا بهم يتلقوا الصدمة الهائلة بأن التوابيت فارغة ..لماذا يتكبد القدماء كل هذا العناء لوضع توابيت فارغة ..؟!إن تلك الحادثتين تطعنان بشدة في الحجة القائلة أن الهرم مثوى لجثمان الملك و أن انعدام المومياوات في الأهرامات جاء نتيجة لسُرقتها ..
الأهرامات والسرابيوم وبئر أوزير وغيرها من المنشئات التي احتوت على الصناديق لم تصنع أبدا لتكون مقرا لأي جثامين حتى يومنا هذا .. ما زالت الأهرامات في جميع المراجع هي مقابر الملوك التى احتوت على أجسادهم استعدادا لرحلة الخلود ..وإذا فتحت إي كتاب رسمي حول الأهرامات .. فستطالعك في أول صفحة تلك عبارة معينة بصيغ مختلفة ..عبارة : ما الهرم إلا مقبرة للملك !