كيف استطاع الادريسي رسم خريطة العالم

 

خريطة الادريسي 

محمد الإدريسي، المعروف أيضًا باسم الإدريسي، كان عالماً وجغرافيًا مسلمًا من المغرب الأقصى في القرن الثاني عشر الميلادي. واشتهر بعمله الأكثر شهرة "الروضة المرضية في أخبار البلدان والأقطار الواسعة"، والتي تعتبر من أهم الأعمال الجغرافية في تاريخ البشرية.

في هذا الكتاب، والذي نشر في عام 1154 ميلادي، قدم الإدريسي وصفاً للعديد من البلدان والمدن والجغرافيا العالمية. وقد قام برسم خريطة العالم الشهيرة، والتي تعتبر أحد أبرز إسهاماته في الجغرافيا.

تعتبر خريطة العالم للإدريسي مبتكرة ومتقدمة لعصره. استند الإدريسي إلى مصادر متعددة من المعرفة، بما في ذلك الإسكندرية القديمة والمؤلفات اليونانية والرومانية. وقام بتجميع هذه المعلومات وتقديمها في خريطة شاملة للعالم.

ومن الجوانب المميزة لخريطة العالم للإدريسي هو تمثيله الأرض ككرة مسطحة، وهو ما يعرف بالتمثيل الكروي. وقد قدم خريطته في شكل مركب حيث كان يعتبر البحر المتوسط مركز العالم، ويُظهر القارات الأوروبية والآسيوية والأفريقية والشمالية بتفصيل.

باستخدام خريطته ومعرفته الجغرافية، ساهم الإدريسي في تطوير فهمنا للعالم في ذلك الوقت وساعد في توثيق المعرفة الجغرافية. ولا يزال إرث الإدريسي حيًّا حتى يومنا هذا. فخريطته للعالم كانت مصدر إلهام للعديد من العلماء والمستكشفين اللاحقين. كما أنها ساهمت في تطور العلوم الجغرافية والتنقل.

قدم الإدريسي أيضًا معلومات مفصلة عن البلدان والمناطق المختلفة، بما في ذلك المسافات بين المدن والجغرافيا الطبيعية والثقافات المحلية. وقد قدم توصيفًا دقيقًا لبلاد المغرب والأندلس ومصر والشام وشمال أفريقيا وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك، قدم الإدريسي أيضًا معلومات حول التيارات البحرية والرياح والطقس، مما ساهم في تحسين الملاحة البحرية والتجارة الدولية.

إن إسهامات الإدريسي في مجال الجغرافيا ورسم الخرائط تعكس قدرته الفذة على جمع المعرفة وتحليلها وتقديمها بشكل مبتكر ومنهجي. ولذلك، يُعتبر الإدريسي واحدًا من أعظم الجغرافيين في التاريخ، وخريطته للعالم تظل تحظى بالاحترام والتقدير حتى يومنا هذا.

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم